يصف
مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن الوضع الإنساني في
مدينة حمص وأحيائها بعد أكثر من 10 أيام من القصف المتواصل بـ«السيئ
للغاية»، مؤكدا أنه تواصل ظهر يوم أمس مع أحد الناشطين في بابا عمرو رغم
الانقطاع الكامل للاتصال مع أبناء الحي، مفضلا - كما الناشط - إبقاء الرقم
الذي يتم عبره الاتصال طي الكتمان كي لا تنقطع آخر وسيلة لبابا عمرو
للتواصل مع العالم الخارجي.
الناشط الذي فضل عدم الكشف عن اسمه يؤكد أن أبناء الحي يعيشون ومنذ أيام
على معلبات «التونا» متحدثا عن شح حتى في هذه المواد كما في الطحين
والخبز.
وينقل عبد الرحمن عن الناشط قوله: إن هناك حاجة ماسة لدخول الأدوية،
خاصة أن الكادر الطبي في الحي أصبح منهكا ولأبعد حدود. ويضيف الناشط: «يسقط
على الحي كل 3 دقائق 6 قذائف... نحن نتعرض لإبادة جماعية ولكن بابا عمرو
لن ينكسر والثورة باقية».
وينتقد عبد الرحمن سياسة العقاب الجماعي التي يفرضها نظام الأسد على
أهالي بابا عمرو متحدثا لـ«الشرق الأوسط» أنه بات من المستحيل على المنظمات
الحقوقية دخول أحياء حمص، وأضاف: «ناشدنا الصليب والهلال الأحمر دخول هذه
الأحياء لإنقاذ المدنيين ولكنهما لم يستجيبا حتى الساعة... 50% من بابا
عمرو أصبح غير قابل للسكن، كما أن الأحوال في باقي الأحياء أي في الإنشاءات
وباب السباع ليست أفضل».
بدوره، يؤكد محمد علي عامر، عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة أن المئات
من أهالي حمص لا يزالون تحت الأنقاض بسبب الافتقار للإمكانيات والآليات
اللازمة لرفع الأنقاض، لافتا إلى أن الاتصالات لا تزال مقطوعة مع كامل
أحياء حمص منذ 10 أيام. ويقول لـ««الشرق الأوسط»: «النظام يعتمد سياسة
تجويع أهالي بابا عمرو بهدف الإبادة الجماعية ظنا منه أنه ينهي الثورة
بذلك... نحن غير قادرين حاليا على مد سكان بعض أحياء حمص ومنها بابا عمرو
بالمواد الغذائية فقوات الأسد والقناصة المنتشرون على السطوح لديهم أوامر
باستهداف أي هدف متحرك».
في هذا الوقت، قال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر مقيم في
دمشق إن السوريين الذين يعيشون في المناطق المتضررة بالصراع بين قوات
الحكومة والمعارضة تواجه صعوبات في تدبير احتياجاتها من المواد الغذائية
الأساسية.
ولفت المتحدث صالح دباكي إلى أن «الوضع يزداد عنفا وليس من السهل على
الأشخاص عمل أي شيء. الشوارع خالية والناس لا يستطيعون الذهاب إلى أي مكان
لشراء الطعام. هناك حتى مشكلة في الحصول على الخبز».
وقال دباكي إن «القتال بين قوات الحكومة والمتمردين جعل الوصول إلى
المناطق الأكثر تضررا مثل حي بابا عمرو في حمص شبه مستحيل لعمال الهلال
الأحمر السوري المحلي»، وأضاف: «الوضع صعب للغاية في بابا عمرو. إذا كان
عمالنا يواجهون خطر التعرض للقتل فلن يسمح لهم بالتأكيد بدخول ذلك الحي»،
وتابع: «هناك مصابون وقتلى ولكن لا أحد يعرف شيئا عن الأعداد على وجه
الدقة. لن أتحدث عن الأعداد ولكن الوضع ليس جيدا».
وقال: إن عمال الهلال الأحمر المحلي أقاموا 9 مراكز أخرى حول المدينة
حيث يمكن للسكان الحصول على الرعاية الطبية أو الطعام والإمدادات، لكن
الوصول إلى تلك العيادات ربما يكون صعبا على السكان المحاصرين داخل مناطقهم
التي يعمها العنف منذ تشديد الحملة على المتمردين قبل أسبوعين.
وكان عمال الهلال الأحمر نظموا يوم السبت الماضي عمليات إجلاء طبي في
أحد أحياء حمص. وقال المتحدث «تم إجلاء أكثر من 80 شخصا معظمهم من النساء
والأطفال من منطقة اسمها الإنشاءات كانت تشهد قتالا عنيفا. أعطانا الجيش
مهلة مدتها 4 ساعات توقف خلالها عن القصف لدخول المنطقة وإجلاء الناس».