الزواج والأخلاق
(رسالة للمقبلات على الزواج)
قال صلى الله عليه وسلم: ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخُلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عظيم) رواه الترمذي.
لقد ركز النبي الكريم على مسألة عظيمة ومهمة، ألا وهي الدين المتمثل بالخُلق، ولم يقل الخَلق إنما قال الخُلق، إذا فالجمال هنا ليس أساساً ومقياس.
دخل عمران بن حطان، يوما على امرأته وقد تزينت له، وكان " عمران " قبيحاً دميماً، وكانت امرأته حسناء جميلة.فلما نظر إليها ازدادت في عينيه جمالاً وحسناً، فلم يتمالك أن يديم النظر إليها، ويسرح طرفه في ناظريها، فلاحظت زوجته لهفة وتشوقه إليها،
فقالت له: ما شأنك
فقال: لقد أصبحت والله جميلة فاتنة
فقالت: أبشر، فإني وإياك في الجنة إن شاء الله.
فقال لها: ومن أين علمت بذلك.
فقالت: لأنك أعطيت مثلي فشكرت، وابتليت أنا بمثلك فصبرت، والصابر والشاكر في الجنة....
فما أجملها من أسرة تحتكم لتعاليم الدين أساسها الخُلق وتعاملها الدين فمن يخاف الله لا تخافين منه ومن كان خُلقه الدين فلتأتمنيهِ على روحكِ وجسدكِ ,دون خوف فهو لن يظلمكِ إن شاء الله لقد ركز الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم- على هذه المسألة لأن الله هو الرزاق الكريم وهو مقدر الأمور قال تعالى:وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ *فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُون (الذاريات:22-23(
إذا ضعي في فكرك أن من رزق النملة العمياء في قلب الصخرة الصمّاء قادر على أن يرزقك أنتِ وزوجكِ ما يكفيكِ ويفيض فهو العليم الخبير.
روى سَلَمَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ الخَطْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)
قال تعالى:اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً (نوح،10ـ12)..
فيا رعاكِ الله اظفري بصاحب الخُلق تربت يداكِ
*************************************
المقال من كتاب "كيف تأسر قلب زوجتك..!!
للمستشار في العلاقات الزوجية والأسرية: د.أحمد سريوي
Ahmadsrawi@hotmail.com