تمثل الموضوعية أهمَّ سمات التفكير العملي؛ والتفكير الموضوعي هو فن التعامل مع الأفكار والمواقف والأشخاص والأحداث وهو العملية الذهنية التي ينظم بها العقل خبرات ومعلومات الإنسان من أجل اتخاذ قرار معين إزاء مشكلة ما أو موضوع محدد وفق نسق حيادي متجرد عن الهوى والعاطفة في اتخاذ القرار أو أي شأن من شؤون الحياة. ويشير الخبراء إلى عدة أسس وقواعد يقوم عليها التفكير الموضوعي وهي:
معرفة حدود الذات فينبغي أن يدرك الإنسان أبعاد أية مشكلة أو موقف يريد أن يتعامل معه التعامل الصحيح.
التَّثبّـُت فمن ثوابت التفكير الموضوعي التثبت من حقيقة ما يصادفه المرء في حياته قبل أن يتخذ موقفا تجاهه.
نبذ تراث الآباء فكثيرا ما يكون تراث الآباء سببا في تعطيل العقل والاستفادة من خيرٍ يخالف ما كان عليه السابقون.
إنصاف الناس وعدم هضم حقوقهم فلا ينبغي النظر للأمور بعين الرضا أو بعين السخط وإنما النظر بالعينين معا.
النظرة التفصيلية والتي تعتبر من أكبر الأخطاء التي تنافي التفكير الموضوعي فلا ينبغي إصدار الأحكام العامة في القضايا الإنسانية حيث يتشابك عدد من العوامل في إيجاد الظاهرة الواحدة.
نقــد الـذات حيث أن نقد الذات سيظل مقياسا دقيقا للوعي بالذات والوعي بالماضي والحاضر، والأمة التي تُحرَم منه تُحرَم من خير كثير.
المرونة الذهنية وهى التي تُوجِد للإنسان مساحات للحركة يوازن فيها بين الخير والشر وأنواع الخير وأنواع الشر؛ فيحاول من خلالها النفاذ إلى تحقيق الخير، ودفع الشرَّ، كما يحدد بها علاقته بذلك الموضوع، وما يمكن تجاوزه منه، وما لا يمكن.
وتشير الدراسات إلى وجود عدد من العوائق التي تؤثر على موضوعية التفكير وهي:
التفكير المستند على المواقف المسبقة.
التفكير المبني على المشاعر وكأنها حقائق ثابتة.
التفكير المبنى على التمنيات وكأنها توقعات حقيقية.
التفكير المتكئ على العادات والتقاليد وما أكثرها في مجتمعنا.
التفكير الذي يعتقد صاحبه دوما بأن جهة ما مسئولة عن كل ما يحدث.
التفكير الذي يعتقد صاحبه أنه يستطيع أن يعرف ما يفكر فيه الآخرون.
التعميم في التفكير من خلال رؤى محدودة غير كافية في الحكم على موضوع ما.
الاعتماد في الوصول إلى نتائج مصيرية على ظنون وأوهام لا أساس لها من الصحة.
ويشير الباحثون إلى أن الموضوعية في التقييم والمصداقية في رواية الخبر عامل مهم وأساسي في عمليتي الإصلاح والتطوير، كما أن اختيار القيادات البارزة للقيام بتلك المهام يجب أن يوكل إلى من يتمتع بالتفكير الموضوعي والنقد الإيجابي، أما التقييم الفردي أو من خلال الشفاعة الحسنة والنظر إلى المواقف بعين واحدة فإنها تؤدي إلى رؤية جانب واحد من جوانب المعادلة وبالتالي تكون النتائج قاصرة ولا تمت للواقع بشيء. إن أهم مقومات النجاح في الأمم المتقدمة اليوم هو سلوكية التفكير الموضوعي واعتماد النقد الإيجابي في أي إنجاز أو عمل أو تقييم، وبالتالي فإن المحصلة والرؤية تصبح واضحة المعالم ، وهذا الأسلوب هو الذي يجعل تلك الأمم تبني قراراتها على أساس صحيح ومتين يضمن تعزيز الإيجابيات والحد من السلبيات ما يضمن الجودة والتفوق وتحقيق الإنجازات.