جلست اليوم امام الكمبيوتر فسافر عقلي لخيالي و اتاني بهذه القصة
القصيرة ارجو ان تعجبكم
من
انا؟
جلست اقلب صفحات من حياتي بينما انا كذلك جال في خاطري سؤال
حاولت ان اجيب عنه لم استطع فطرحته على نفسي نظرت اليها نظرة حيرة و قلت
لها:
من انا؟
اخذت نفسا عميقا ثم ابتسمت و قالت:
انه سؤال جيد
لكن ليس لي اجابة عنه ,الا ادلك على من ربما يساعد؟
قلت لها و الفرح
يكسو صفحة وجهي:
نعم بكل تاكيد
قالت:
اذهب الى العقل هو اوفر
مني من حيث الاجابات
... ذهبت الى عقلي بخطا متثاقلة يكسوها التفكير و
الخوف من ان يردني خائبا بحجة ان هذا السؤال ليس من الواقع
وصلت الى
عقلي نظرت اليه نظرة متسول مسكين يرتجي ان يجد ضالته عنده ثم قلت له:
الا اجد لديك اجابة عن سؤالي؟ ضحك ثم تبسم و قال:
بل هنا الاجابة يا
سؤال, تهلل وجهي بعد ان كاد يصبح كقطعة من الليل ثم قلت له:
اذا من
انا؟
فجاة انقلبت ملامح وجهه و قال:
انا اسف الا هذا الا هذا لكن
سادلك على من ربما يستطيع ان يجيبك
قلت له و وجهي قد بدت عليه اثار
التعب :
دلني لعلي اجد ضالتي قال:
انه القلب انه شجاع جدا لا يكل و
لا يمل يعمل ليل نهار
حملت صفحة وجهي التي صارت بالية و ذهبت الى
قلبي بسرعة البرق عبر شراييني التي كانت تحملي اليه و صلت الى قلبي و انا
منهك من السفر و قلت له:
يا قلبي لقد تعبت من خيبات الامل تعبت من
السؤال اريد اجابة اريد ان اعرف من انا من انا من انا؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ضل يعمل و
قال لي:
انا لا اعرف الاجابة لكن سادلك على صاحب الاجابة,قلت له:
لالالالالالا لقد مللت من الانتقال من حيرة الى حيرة مللت السفر وحدي من
القفز من حال الى حال, ثم نظر الي مستغربا و قال:
لست وحدك لم تكن وحدك
ابدا على طول رحلتك في البحث عن اجابتك لقد كانت معك في البداية نفسك ثم
عقلك و الان سانظم انا اليكم ايضا,قلت له:كيف هذا لكن لم اكن ارى احدا؟رد
قلبي علي بسرعة كعادته و قال:
ان شغفك و لهفتك للوصول للاجابة اعمى
عينيك عمن حولك انظر و تامل و ستجد ان الكل معك انت لست وحيدا و لن تكون
كذلك حتى عند موتك لن تكون وحدك بل سيكون عملك معك
نظرت حولي فاذا
بنفسي و عقلي جنبي ضحكت على نفسي ثم قلت لقلبي:
اذا هيا بنا نحو صاحب
الاجابة يا قلبي
انطلقنا في رحلة ليست بالسهلة و لا بالشاقة بل كانت
مزيجا بينهما و كانت السهولة تمحو الشقاوة لقد كانت الطريقة رائعة حقا,
وصلنا الى مكان يملؤه النور الذي كان يراه عقلي و رائحة الطيب التي كان
يشمها قلبي و الهدوء الذي كانت تحس به نفسي, وقفنا عند باب من زجاج ابيض
نقي يبعث السكينة, مددت يدي لكي اطرق الباب فاذا به يفتح من تلقاء نفسه,
تراجعت قليلا ثم سالت قلبي و عقلي و نفسي :
ما الذي يجري؟ اجتمعوا كلهم
على كلمة واحدة :
انها الروح انها روحك
بعد برهة من الوقت الذي
مضى سريعا سالت روحي:
من انا يا روحي؟ لقد تعبت كثيرا لكي اصل اليك و
ان شاء الله لن اعود خائبا, قالت:
لن تعود خائبا, الاجابة هي انا, انت
انا تلك الروح الصفية النقية التي تسمو على شهوات الدنيا و منطقيتها و
احاسيسها انا لا اقول انها ليست جيدة لكن انا اتحدث عن تلك التي تبعدك عن
اصلك انت خلقت لتكون عبدا لله وحده لا عبدا للدنيا انت خلقت لتكون انت انا,
قلت لها:
لكن من انت؟ قالت:
انا مرحلة راقية من مراحل حياة
الانسان تستطيع ان تصل الي متى شئت,قلت لها:
لكن الطريق طويلة و
شاقة,قالت:
هذا في البداية لكن بالتامل و التفكير و الحب النقي لله و
لرسله و لكل ما في الكون تستطيع و بسهولة الوصول الي انت فقط احب لقائي و
ستلقاني, ثم ابتسمت و اعطتني شيئا نوره كاد يذهب ببصري, و فجاة احسست
بطمانينة و ثبات و رقي رائع احسست اني اطير في الهواء, سالتها:
ما هذا
الذي اعطيتنيه؟قالت:
انها ثمرة رحلتك الاولى الي انها الثقة بالله انها
حب الله انها الاحساس الاكيد بالقرب من الله تعالى, ثم ابتسمت و قالت:
لا تنسنا من زياراتك هنا و هناك
اخذت ثمرة رحلتي و مضي في رحلتي
الكبرى رحلة حياتي استقي العلم من هنا و الاخلاق من هناك و كنت بين الفينة و
الاخرى ازور روحي لاطمئن على ثمرتي و لاسقيها من حب الله لعلها تصبح شجرة
ينهل منها الناس ليذوقوا ما تذوقته لعل الخير يعم العباد و البلاد
و
ضلت كلمتها ترن في اذني و قلبي ان الله معك ان الله معك ان الله معك
................................. هذا ما جاد به قلمي