كان بعصر الاسلامي حضارة ... لامثل لها وازدهار تجارة ... جاء تاجر خمار إلى المدينة ... ليبع لنساء المدينة كل ماتبحث عنه النساء لتجملن بالستر بستحياءٍ بالخمار بكل لون يطيب لها من السواد إلى الحمرة ... فما كسدة تجارته أبدا إلا ماعكر صفوة ... التاجر الخمار الأسود لم يكن له من راغبة ... فما كان به إلا أن يذهب إلى صديقه الشاعر الذي اعتزل الشعر وميادينه ليقدس أعظم موجود ويتأمل خلقه سبحانه ... فطلب من شاعرنا أبياتا يمدح بها الخمار الأسود لنساء المدينة ... فرفض طلبه ولكن اصرار صديقه التاجر كان به الأثر عليه بعد الجهد بالموافقة ... لما في قلب شاعرنا المرهف من أثر الصداقة ... فقال له شاعرنا سأعطيك ثلاثة أبيات شعرية ... تنادي بها أصحاب العود والأغاني البهية ... فيسمعها نساء المدينة ... فيشيع خبرها بين النسوة ... فلا بعد ذلك كساد لخمار أسود يستر كل الراغبات له لربحك أنت هذه التاجرة ... وفعلا اسمعه الأبيات السرية ... ففعل كما طلب منه الشاعر بخطته الذكية ... وفعلاً حدث مثل ما قاله الشاعر عن النسوة التي أصبحت للخمار الأسود تبحث عنه كالبنت المسكينة ... بكل جدها لتجده عند صديق شاعرنا التاجر لتكن بما عنده سعيدة ... لن أطيل فهذه الأبيات التي أصبحت على كل لسان عربي وحققت كل مارغب التاجر حتى نفاذ الكمية ... هي :
قل للمليحة في الخمار الأسود ... مــاذا فعلت بناسك متعـبــد
.
قد كان شـمـر للـصــــلاة ثيابه ... حتى وقفت له بباب المسجد
.
ردي عليه صــلاته وصيـــامـه ... لا تـقـتـلـيــه بحق ديـن محمد
...
للشاعر ربيعة بن عامر الملقب بــ " مسكين الدرامي "