كعب بن ثور
من مواقف كعب بن ثور هذا التابعي الجليل مع سيدنا عمر بن الخطاب أن امرأة قالت لسيدنا عمر بن الخطاب: إن زوجي يصوم النهار ولا يفطر، ويقوم الليل ولا ينام, فقال لها عمر بن الخطاب: نِعْمَ الزوجُ. فاستحيت المرأة وانصرفت،
فقال كعب بن ثور لعمر بن الخطاب: لماذا لم تُجِبْ لها مسألتها؟ فقال عمر بن الخطاب: وأي مسألة في صيام زوجها وقيامه؟!
فقال كعب: ما أرى إلا أنه يهجرها في الفراش. فقال عمر بن الخطاب: أوَ ترى ذلك؟
فأرسل إلى السيدة مرة أخرى، فعرض عليها ما قاله كعب بن ثور، فصدّقت المرأة ما قاله كعب، وقالت: والله إنَّ لي لرغبة كما للنساء.
فتعجب عمر بن الخطاب من كعب بن ثور وفَهْمه للمسألة بسهولة وببساطة، فقال له عمر: اقضِ في الأمر. فقال: أنت أمير المؤمنين، فَلْتَقْضِ أنت.
فقال: إذا كنت عرفت الأولى فلك أن تعرف الثانية.
فقال كعب بن ثور: لو كان هذا الرجل من حقه أن يتزوج بأربع نساء فلكل واحدة منهنَّ ليلة، فيكون القضاء بأن يقضي هذا الرجل ثلاث ليالٍ مع ربه يقوم ويصوم كما يريد، وليلة مع زوجته. فقال له عمر: ما رأيك الأول بأعجب من رأيك الأخير؛ اذهب فأنت قاضي البصرة.