محمد النجار-عمان
تعرضت ناشطة أردنية أمس الاثنين للطعن من قبل ملثم مجهول بعد يومين من نشرها مقالا تنتقد فيه تصريحات لولي العهد الأردني السابق الأمير الحسن بن طلال عبر التلفزيون الرسمي.
وجاء في بيان للحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة (ذبحتونا) أن الناشطة في الحملة والطالبة في الجامعة الأردنية إيناس إبراهيم مسلم تعرضت للطعن في بطنها من قبل شخص مجهول كان يرتدي قفازات وغطاء على الوجه والرأس "حيث قام بالهجوم عليها قرب دارة الفنون في منطقة اللويبدة".
ولفت البيان إلى أن هذا الحادث جاء "بعد يوم من كتابة الطالبة إيناس مسلم لمقال على مدونتها تحت عنوان "تي نخل.. تي نخل"، وذلك في إشارة لكلمة وردت في تصريحات الأمير الحسن تحدث فيها أنه كان يود الذهاب لاعتصام للمعارضة في عمان لـ"تنخيل" من فيه، وهو ما اعتبرته الحركات الشعبية ومعارضين إساءة وتهديدا لهم.
وكشف مقربون من الناشطة أن الشخص الذي طعنها قال لها أثناء إقدامه على فعلته "هذه الطعنة باسم جلالة الملك وسمو الأمير الحسن"، وأنه هددها بـ "الذبح" إن كررت فعلتها".
وجاء في مقال الناشطة على مدونتها "عزيزي سمو الأمير، هل حقا ترانا بتلك السخافة، يمكنك النزول إلى ساحاتنا وقت ما شئت وتنخيلنا، نحن شعب لسنا أبناء قصور، وذوونا ليسوا أصحاب سمو، ولا يسبق اسمنا ألقاب ملكية، ولكن رضعنا الكرامة من تراب الوطن الذي سففناه جوعا، وتعلمنا كيف نفكر وكيف نميز عقولنا عن غيرنا وكيف نصبح نخبة بما لا فضل لكم به، فبأي حق تنخلونا سموّكم؟".
"
إيناس إبراهيم مسلم: هل حقا ترانا بتلك السخافة، يمكنك النزول إلى ساحاتنا وقت ما شئت وتنخيلنا، نحن شعب لسنا أبناء قصور، وذوونا ليسوا أصحاب سمو، ولا يسبق اسمنا ألقاب ملكية، ولكن رضعنا الكرامة من تراب الوطن الذي سففناه جوعا
"
وأدانت حملة "ذبحتونا" في بيانها ما وصفته بـ"العمل الجبان بحق الطالبة إيناس مسلم وبهذه الطريقة الهمجية التي تدلل على إفلاس أصحابها".
كما طالبت الجهات المعنية باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للكشف عن الفاعل ومن يقف وراء هذه الجريمة، وقالت إنها "تتحفظ على ما تفوه به هذا الشخص للطالبة إيناس حرصا على سرية التحقيق".
وحملت الحملة "الجهات الرسمية والأمنية سلامة الطالبة كون الشخص الذي تعرض لها لم يكتف بطعنها بل قام بتهديدها في حال استمرارها بنشاطها".
وعلمت الجزيرة نت أن الناشطة نقلت لمستشفى خاص بمنطقة اللويبدة وأجريت لها عملية جراحية في البطن والمعدة وحالتها العامة متوسطة، فيما لم يصدر أي تعليق رسمي على الحادثة.
وكانت تصريحات الأمير الحسن قد أحدثت جدلا واسعا في الشارع اضطرت على إثره جهات مسؤولة في الديوان الملكي للتأكيد على أن الأمير لا يتحدث بأي صفة رسمية وأنه أدلى بتصريحاته بوصفه مثقفا ومفكرا وأمينا عاما لمنتدى الفكر العربي.
نقد وهجوم
وحازت بعض عبارات الأمير وعم الملك عبد الله الثاني على نقد وهجوم من أردنيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما اعتبر محللون وكتاب صحفيون أنه جرى تحميل المقابلة أكثر مما تحتمل.
واعتبر الأمير الحسن في تصريحات نقلتها عنه وسائل محلية الأحد أنه جرى تحميل كلمة "التنخيل" أكثر مما تحتمل، وأوضح في لقاء بمنتدى الفكر العربي بعضا مما اعتبر أنه فهم خطأ في تصريحاته.
وكان الأمير الحسن قد حاز على إعجاب الكثير من الأردنيين بعد تصريحات له ذهبت حد وصفه بأنه "معارض من داخل القصر"، بعد انتقاداته لأساليب التعامل مع الحراك الشعبي والحديث عن الأصول والمنابت في الشارع.
ولا يحمل الحسن أي صفة رسمية منذ قرار العاهل الأردني الراحل الملك حسين عزله من ولاية العهد قبل موته بأشهر وإسداء الولاية لنجله الملك الحالي عبد الله الثاني بن الحسين.
المصدر: الجزيرة