قــــف بالخضـــوع ونـــادي يـــا اللـــه *** ان الكريـــم يجيـب من ناداه
واطلب بطاعتــــه رضــــاه فلـــم يزل *** بالجــود يرضي طالبين رضاهُ
واسألــــــــه مغفــــرةً وفضـــلاً إنــــه *** مبسوطتــــان لسائليــه يداهٌ
...
واقصــــــده منقطعاً إليه فكـــــل من *** يــــرجوه منقطعاً إليـــــه كفاهٌ
شملــت لطائفــــه الخلائــــق كلها *** ما للخلائــــق كـــــافلٌ إلا هـو
فعـــزيــــــزها و ذليـــــلها وغنيـــــها *** وفقيـــــرها لا يرتجـــون سـواهٌ
ملكٌ تديــن لـــه الملـوك ويلتجــيء *** يـــوم القيامة فقـــــرهم بغناهُ
هـــــو أولٌ هـــــو آخـــرٌ هـــــو ظاهرٌ *** هـــو بــاطنٌ ليس العيون تراهُ
حجبتـــــه أسرار الجـــلال فـــدونـــه *** تقف الظنــون وتخـرُس الأفواهُ
صمـــــــــدٌ بـــلا كفــؤ ولا كيــفيـــــةٍ *** أبـــــــداً فما النظـراء والأشباهُ
شهـــدت غــــرائب صنعـــه بوجوده *** لــــولاه ما شهدت بــــــه لولاهُ
وإليــــه أذعـنت العقـــول فـــــآمنت *** بالغيــــب تــــؤثر حبـــــها إيــاهُ
سبحان مـــن علَت الوجـوه لوجهه *** ولــــه سجـــودٌ أوجـــــهٌ وجباهُ
طوعـــاً وكــــرهاً خــــاضعين لعــــزه *** ولــــه عليـــــها الطوع والإكراهُ
سل عنــــه ذرات الوجــــود فإنــــها *** تــــدعوه معبــــوداً لـــها ربــاهُ
مــــا كان يعبـــــد مـــــن إلـــه غيره *** والكــــل تحت القهــر وهو إلهُ
ابـــدا بمحــكم صنـعــــه مـن نطفةٍ *** بشراً سويـــاً جـــلّ من سواهُ
وبنى السماوت العلى والعرش والـ ***كرسيَّ ثـــم عــلا عليــه علاهُ
ودحـــى بسـاط الأرض فرشاً مثبتاً *** بـــالراسيات وبالنبــــات حلاهُ
تجري الرياح على إخـتلاف هبوبها *** عــــن إذنـــه والفلك والأمــواهُ
ربٌ رحــــيـــمٌ مشفـــقٌ متــعطـفٌ *** لا ينتهـي بالحــصر مــا أعطاهُ
كـــم نعمةٍ أولـــى وكـــم مـن كربةٍ *** أجلى وكم من مبتليءٍ عافاهُ
وإذا بليــــت بغربةٍ أو كـــربـــــــــــــةٍ *** فـــــادعو الإله ونــــــادي ياللهُ
لا محسن الظن الجميـــل بــه يرى *** سوءاً ولا راجـــيه خـاب رجاهُ
ولحلمـــه سبحانـــه يعصــى فلـــم *** يعجل على عبدٍ عصى مولاهُ
يــــأتيه معتـــــذراً فيقبــــل عـــــذره *** كــــرماً ويغفــــر عمده وخطآهُ