في أولى مباريات نصف نهائي كأس إيطاليا، و قبل 17 يومًا على المباراة المصيرة التي ستجمع كلا الفريقين في سان سيرو في إطار فعاليات الدوري الإيطالي، حقق يوفنتوس فوزه الثاني هذا الموسم على ميلان - بعد الانتصار في مرحلة الذهاب من الدوري الإيطالي - هذه المرة بنتيجة هدفين لهدف في مباراة كان شوطها الأول عنوانًا لسيطرة البيانكونيري و شوطها الثاني عنوانًا للإثارة من كلا الطرفين، في لقاء شهد تفوق التشكيل الاحتياطي لليوفي على نظيره الأساسي لميلان.
و بينما كان يُنتظر من المشجعين أن يكون اللقاء أكثر حماسًا من كلا الجانبين، كان المنطق و الواقعية هما المبدأ لمدرب الميلان ماسِّيميليانو ألِّيجري و مدرب اليوفنتوس أنتونيو كونتي، فكان الفريقان حذرين في إظهار كل ما لديها من تطبيقات لخطط المدربين التكتيكية و بدا الحذر هو السائد على مجريات اللقاء.
لكن، و رغم تواجد زلاتان إبراهيموفيتش سيطرة الميلان في الربع ساعة الأولى و محاولة كريم الشعراوي باختراق من الجهة اليُسرى داخل منطقة الجزاء و تسديدة مرت بجانب القائم الأيسر لمرمى يوفنتوس، و من بعده الهولندي كلارينس سيدورف بتسديدة أرضية من خارج منطقة الجزاء مرت بجوار القائم الأيمن لمرمى حارس اليوفنتوس البديل ماركو ستوراري، لم يتمكن الروسُّونيري من تقديم أي جديد على الصعيد الهجومي على عكس اليوفنتوس الذي سيطر على مجريات الشوط الأول و هاجم منافسه بقوة و حذر في آن واحد.
ذلك الحذر جعل الفريق التوريني، الذي يعد التعادل السلبي مفيدًا بالنسبة له في مثل هذه المباراة في الذهاب على أرض الميلان، لا يصل إلى مرمى الميلان بكثرة و إن اتسمت الفرص التي سنحت له بالخطورة القسوى، فكان الخطر الحقيقي الأول على مرمى ماركو أميليا في الدقيقة 32 حين مرر إيمانويلي جاكيريني كرة داخل منطقة الجزاء في الجهة اليُسرى لمارسيلو إستيجاريبيا الذي سدد الكرة لتصطدم بدانييلِّي بونيرا ثم تعود إليه ليطيح بها بغرابة من مسافة قريبة بجانب مرمى الميلان.
بعدها بدقيقتين حاول جاكيريني التسجيل بنفسه عوضًا عن مد زملائه بالتمريرات فأطلق تسديدة ذكية حاول وضع الكرة من خلالها من فوق ماركو أميليا المتقدم عن خط مرماه، إلا أن الأخير كان متيقظًا بما يكفي لإبعاد الكرة بصعوبة بالغة. و رغم استمرار البيانكونيري في الضغط على مرمى الروسُّونيري الذين وجدوا صعوبة بالغة في الوصول إلى ما بعد نصف الملعب، ظل التعادل السلبي هو سيد الموقف في الشوط الأول.
مع انطلاق الشوط الثاني من عمر اللقاء، حقق اليوفنتوس ما سعى له في الشوط الأول فسجل هدف التقدم في الدقيقة 52 بعد هجمة مرتدة بدأها سيموني بادوين الذي اصطدم أمام منطقة الجزاء بتياجو سيلفا، قبل أن تمضي الكرة للأمام لتصل إلى ماركو بورييلُّو الذي سدد كرة أرضية تصدى لها ماركو أميليا، إلا أن دفاع الميلان لم يكن في أفضل حالاته حين أتى مارتين كاسيرس الوافد الجديد للبيانكونيري دون أي رقابة ليتابع الكرة في الشباك الخالية.
حاول زلاتان إبراهيموفيتش الرد بسرعة و بقوة فأطلق في الدقيقة 54 و من ركلة حرة مباشرة من مسافة بعيدة تسديدة صاروخية تصدى لها ماركو ستوراري، قبل أن يعود اليوفي ليهدد مرمى الميلان في الدقيقة 60 بعد أن قاد وحده هجمة مرتدة بانطلاقه بسرعة فائقة من منتصف الملعب إلى مشارف منطقة جزاء الميلان، قبل أن يطلق تسديدة قوية منخفضة الارتفاع مرت بمحاذاة القائم الأيمن لمرمى أميليا.