إليك مـن عقـل أستـاذ وقلـب أب
يا من هدُيتِ إلى الإسـلام راضيـة
وما ارتضيت سوى منهاج خير نبـي
يـا درة حُفظـت بالأمـس غاليـة
واليـوم يبغونـهـا للهو واللـعـب
يا حُـرة قـد أرادوا جعلهـا أمـة ً
غربية العقل لكـن اسمهـا عربـي
هل يستوي مـن رسـول الله قائـده
دومـا وآخـرُ هاديـه أو لهـب ؟!
وأين مَن كانـت الزهـراء أسوتهـا
ممن تقفت خُطـى حمالـة الحطـب
أختاه لسـت ببنـت لا جـذور لهـا
ولست مقطوعـة مجهولـة النسـب
أنت ابنة العرب والإسلام عشت بـه
في حضن أطهر أم مـن أعـز أب
فلا تبالـي بمـا يُلقـون مِـن شُبـه
وعندك العقـل إن تدعيـه يستجـب
سليه من أنا؟ ما أهلي؟ لمن نسبـي؟
للغـرب أم أنـا للإسـلام والعـرب
لمن ولائي؟ لمن حبي؟ لمن عملـي؟
لله أم لـدعـاة الإثــم والـكـذب
وما مكاني في دنيا تموج بنـا فـي
موضع الرأس أم في موضع الذنـب
هما سبيـلان يـا أختـاه مـا لهمـا
من ثالث فاكسبي خيـراً أو اكتسبـي
سبيـل ربـك والقـرآن منهـجـه
نور من الله لم يُحجـب ولـم يغـب
في ركبـه شـرف الدنيـا وعزتهـا
ويـوم نبعـث فيـه خيـر منقلـب
فاستمسكي بعرى الإيمان وارتفعـي
بالنفس عن حمأة الفجـار واجتنبـي
إن الرذيـلـة داء شــره خـطـر
يُعدي ويمتـد كالطاعـون والجـرب
صوني حياءك صونـي العـرض لا
تهني وصابري واصبري لله واحتسبي
إن الحيـاء مـن الإيمـان فاتخـذي
منـه حُليـك يـا أختـاه واحتجبـي
ويـا لقبيـح فتـاة لا حيـاء لـهـا
وإن تحلت بغالي المـاس والذهـب
إن الحجاب الـذي نبغيـه مكرمـة
لكل حواء مـا عابـت ولـم تعـب
نريـد منهـا احتشامـاً عفـة أدبـاً
وهـم يريـدون منهـا قـلـة الأدب
لا تحسبـي أن الاسترجـال مفخـرة
فهو الهزيمة أو لـون مـن الهـرب
ما بالأنوثـة مـن عـار لتنسلخـي
منها وتسعي وراء الوهم في سـرب
ولست قـادرة أن تصبحـي رجـلاً
ففطرة الله أولـى منـك بـا لغلـب
يا رُب أنثـى لهـا عـزم لهـا أدب
فاقـت رجـالاً بـلا عـزم ولا أدب
وإن هـوى بـك ابليـس لمعصيـة
فأهلكـيـه بالاستغـفـار ينتـحـب
بسجدة لك فـي الأسحـار خاشعـة
سـجـود معـتـرف لله مقـتـرب
وخير ما يغسـل العاصـي مدامعـه
والدمع من تائب أنقى مـن السحـب