لكنها ماتت

لكنها ماتت
كانت صغيرة عندما ماتت
كانت جميلة حين أتت
فكانت تلاعب أصابع يدي
و تمسح من عيني دمعتي و تلعق خدي
كانت صغيرة عندما ماتت
كانت لذيذة حين قالت لأول مرة أبي
و كانت أحلى حين قالت يا ربي
منذ ولدت أسكنتها قلبي
و ملأت قلبها بحبي
كانت صغيرة عندما ماتت
كانت تلاعب دماها بود
فتقبل هذه و تنيم هذه في المهد
لم تكن تعرف من الدنيا سوى اللعب و الورد
فكانت تغرس بيديها الصغيرتين أغصانا
فتنبت منها حبا و حنانا
كانت صغيرة عندما ماتت
كانت تلعب في الحديقة الخلفية
و تمثل أحلامها مع دماها في مسرحية
حين نسفتها قذيفة نارية
فلم يبقى لي منها سوى أشلاء وردية
كانت صغيرة عندما ماتت
حملتها قبلت بقاياها
و أنشدت أنعاها
يا روح بابا ماذا فعلت
يا روح بابا ماذا فجرت
يا روح بابا هل حسبوك قنبلة ففجروك
أم حسبوك إرهابيا فنسفوك
ردي علي يا روح بابا بماذا اتهموك؟
ردي فكلماتي تقتلني
قومي امسحي عني دمعتي كما كنت
دمعي صار لهبا أحرق قلبي
كانت صغيرة عندما ماتت
قالوا لا تبك فلله الأمر
قالوا لا تحزن ارض هذا قدر
ما هذا بقدر
هذا ظلم من كلب البشر
كيف ارضى و قد سلب قلبي
كيف ارضى و الكلب نهش لحمي
كيف ارضى و قد سرق هواء روحي
كيف ارضى و نار بندقيته أشعل نار حربي
كانت صغيرة عندما ماتت
قالوا لم تمت ستظل في قلوبنا
لم تمت هي الآن في جنة ربنا
لم تمت هي الآن مع أحبابنا
قلت لهم لكنها ماتت
لكنها ماتت
.
.
.
ملاحظات:
ربما تتساءلون لماذا الأب و ليس الأم بكل بساطة لان أمها ماتت قبلها طبعا فهذا ما يستطيع فعله الحقير بشار الخروف
و الله وقفت حائرة أمام مواقف التنكيل و التعذيب التي مورست على الأطفال و
النساء في سوريا حتى الحروف وقفت ذاهلة فلم تستطع ان تكتب ما أشعر به
بل حتى تلك الحروف التي تعمل لدى النظام عذبت حتى لم يبقى منها سوى كلمة نعم لبشار
آآآآآآآآآآآآآآآآآآه حقا أنا آآآآآآآآآآسفة يا إخواني لم أستطع أن أفعل شيئا لأجلكم
بقلم سارة بلباي

جزاك الله جناته
انتقاء رائع كعادتك
يتمايل الياسمين شذى بجمال متصفحك
وتتراقص الورود متعطره بروعة مانقلته أناملك
لروحك أطيب الورد واكاليل الزهر
معطره برقة طرحك

جميل طرحك
لاحرمنا الله ابداع قلمك
وكان الله معينا لاهل سوريا