في البداية، قد يبدو التعامل مع الطفل كدورة لا متناهية من الرضاعة، استبدال الحفاضات، والتهدئة والنوم. ولكن سرعان ما تبدأ ملامح نمو طفلك بالظهور.
القدرة الحركيّة: يكون رأس طفلك الطري يهتز قليلا، ولكن خلال الأشهر الأولى لحياتهم، سيتمكن القسم الأكبر من الأطفال من النظر مباشرة إلى الأمام أثناء الاستلقاء على الظهر، ورفع رؤوسهم أثناء الاستلقاء على البطن. على الرغم من أن الأطفال حديثي الولادة لا يستطيعون التقلّب من وضعية الاستلقاء على البطن إلى الاستلقاء على الظهر في أغلب الحالات، إلا أنّ طفلك سيستطيع قريبًا التدحرج من الجنب إلى الظهر.
ومن المتوقع أن يصبح تمدد الطفل وركلاته أشد قوة، وإذا ما اقترحت عليه دمية فسيتمكن طفلك من الإمساك بها بقوة لعدة لحظات.
السمع: خلال عدّة أسابيع يستطيع طفلك التفاعل مع الضجيج القوي عن طريق الرمش، الانتصاب المفاجئ، قطب الجبين أو الاستيقاظ من القيلولة. حتّى الأصوات اليوميّة في المنزل، دبيب الخطوات على الأرضيّة، انسياب المياه، قد تأتي بردود فعل خفيفة من قبل الطفل، كحركة مفرطة في الأطراف أو وتيرة رمش بطيئة. توقّعي من الطفل التفاعل مع نغمات صوتك.
النظر: القسم الأكبر من المواليد الجدد يركزون نظهرهم، بشكل أفضل، على الأغراض التي تبعد عنهم حوالي 30 سم، وهي المسافة التي تفصل بين وجهك ووجهه أثناء الرضاعة. سرعان ما يبدأ طفلك بتمييز أجسام أكثر تركيبًا، الملونة، وذات الأحجام والأشكال المختلفة. قد تلاحظين أن طفلك يميّز كفّتي يديه وقدميه. في سنّ ثلاثة أشهر قد يشدّ انتباه طفلك منظر ما أو نغمة مثيرين للاهتمام.
الاتصال: يكون الأطفال الجدد حسّاسون لطريقة إمساككم لهم، هزّهم وإطعامهم. عند بلوغ الطفل سنّ الشهرين، يمكنه الابتسام المتعمد، تكوين فقاعات من اللعاب والهمهمة عندما تحدّثينه أو تلاعبينه بلطف. كما يمكن للطفل أن يقلد تعابير وجهك. وسرعان ما يبدأ الطفل بالتوجه إليك عندما يحتاج إلى الاهتمام، الأمان أو المواساة.
تطوير نمو طفلك:
تعتبر علاقتك مع طفلك بمثابة حجر الأساس لنموه السليم. ثقي بقدرتك على توفير احتياجات طفلك.
احملي طفلك: يمكن للمداعبات اللطيفة والقبلات الخفيفة المساعدة على منح طفلك الشعور بالأمان، الحماية والحب. احملي طفلك وهزّيه. أتيحي له المجال ليتمعّن في وجهك. اسمحي له بالإمساك بإصبعك وملامسة وجهك.
تحدّثي بطلاقة: المحادثات البسيطة تمنح الأسس لتطوّر اللغة، حتى قبل أن يستطيع طفلك فهم كلمة واحدة. اطرحي الأسئلة وتفاعلي مع غرغرته وهمهمته. قومي بوصف ما ترينه، تسمعينه وتشمّين رائحته في أرجاء المنزل، في الساحة وفي الطريق. استعملي الكلمات البسيطة التي تناسب حياة طفلك اليوميّة. تذكّري أن نبرة صوتك تستطيع التعبير عن الأفكار والأحاسيس.
غيّري الوضعيّة: احملي طفلك بحيث يكون وجهه متجها نحو الخارج. ضعيه على بطنه ليلعب تحت المراقبة الملازمة. أمسكي بدمية ملوّنة أو افتعلي صوتاً مثيرا لتشجيع طفلك على رفع رأسه. الكثير من الأطفال يصابون بالعصبية أو الإحباط وهم مستلقون على بطونهم، لذا احرصي على إجراء هذه العمليّة لفترات زمنيّة قصيرة في بادئ الأمر، لمدة دقائق معدودة في كل مرّة. إذا أصيب طفلك بالنعاس ضعيه على ظهره لينام.
تفاعلي سريعًا مع الدموع: في كل يوم، يبكي الطفل حديث الولادة لمدّة تزيد عن ساعتين تراكميتين. تفاعلي سريعًا مع طفلك سواء كان بحاجة لتبديل الحفاضات، الرضاعة أو مجرّد الإحساس بالدفء، فانتباهك يساهم في بناء علاقة متينة مع طفلك ويمنحه الأمان الذي يحتاجه لكي يستطيع التأقلم في يوم ما، دون مساعدتك.