إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل
فلا هادي له واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد
ان محمدا عبده ورسوله 0 أما بعد ،
فإن هذا البحث يرتكز على خمسة أحاديث نبوية هي فقط ما صح في اسم الله الأعظم وما عداها مما ذكر فيه الاسم الأعظم فهي ما بين ضعيف وموضوع .
الحديث الأول
عن عبدالله بن بريده عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول : اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال : ( لقد سألت الله بالاسم الأعظم الذي إذا سئل به أعطى , وإذا دعي به أجاب ) رواه أبو داوود وغيره وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
الحديث الثاني
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بأبي عياش زيد بن الصامت الزرقي وهو يصلي وهو يقول : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك , المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لقد سألت الله باسمه الأعظم , الذي إذا دعي به أجاب , وإذا سئل به أعطى ) رواه أحمد وغيره وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب .
الحديث الثالث
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حلقة ورجل قائم يصلي , فلما ركع وسجد تشهد ودعا , فقال في دعائه : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام , يا حي يا قيوم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى ) رواه النسائي وغيره وصححه الالباني في صحيح سنن النسائي .
الحديث الرابع
عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين " وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم " {البقرة : 163} و فاتحة آل عمران " ألم . الله لا إله إلا هو الحي القيوم " )
رواه أبو داوود وغيره وحسنه الألباني في صحيح الجامع .
الحديث الخامس
عن أبي أمامه رضي الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في ثلاث سور من القرآن : في البقرة و آل عمران و طه) رواه ابن ماجه وغيره وصححه الألباني في صحيح الجامع .
.................................................. .................................................. ...
وبالنظر في هذه الأحاديث النبوية ومحاولة الجمع بينها ، يظهر لنا الاسم الاعظم الموجود في هذه الأحاديث .
فبالنظر للحديث الأول والثاني والرابع نجد شيئا واحدا قد تكرر في هذه الأحاديث الثلاثة ألا وهو كلمة الإخلاص ( لا إله إلا الله ) إضافة إلى اسم ( الأحد ) في الحديث الأول , وفي الحديث الثاني جاء بعد كلمة الإخلاص الوصف ب (وحدك لا شريك لك ) , وفي الحديث الرابع وتحديدا آية البقرة 163 جاء إضافة إلى كلمة الإخلاص وصفه تعالى بأنه ( إله واحد ) , واسم (الأحد) كما في الحديث الأول و ( وحدك لا شريك لك) كما في الحديث الثاني ووصفه تعالى بأنه (إله واحد) كما في آية البقرة 163في الحديث الرابع ...
الكل يفيد معنى واحدا ... وهو توحده عز وجل وتفرده في جميع ما يختص به .
فثبت لدينا أن اسم الله الأعظم في سورة البقرة هو...( لا إله إلا الله الواحد ) أو (لا إله إلا الله الأحد ) أو ( لا إله الا الله وحده لا شريك له ) فالكل ثبت به الدليل والكل بنفس المعنى.
.......................................
ولا معنى لقول من قال أن اسم الله الأعظم هو لفظ الجلاله (الله) أو كلمة الإخلاص بدعوى أنها ذكرت في جميع الأحاديث , فإن من قال هذا القول أهدر فائدة قوله عليه الصلاة و السلام في الحديث الخامس (حديث أبو أمامه أن الاسم الأعظم في ثلاث سور من القرآن )
حيث أن لفظ الجلاله في معظم سور القرآن بل ربما في أغلب آيات السورة الواحدة وكذا كلمة الاخلاص في الكثير من سور القرآن فتبين أن المراد أمرا وراء ذلك .
............................................
وبالنظر للحديث الثالث نجد أنه يشترك مع الحديث الرابع ( وتحديدا أية آل عمران ) في احتواء كل منهما على كلمة الإخلاص واسمي (الحي القيوم ) فثبت لدينا أن الاسم الأعظم في سورة ( آل عمران) هو :
(لا اله الا الله الحي القيوم )
.........................................
يبقى شبهة قول من قال أن اسم الله الأعظم هو فقط ( الحي القيوم ) بدعوى أنه تكرر في البقرة وآل عمران وطه فيكفي لنقض هذا القول من أساسه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أثبت لمن دعا في الحديث الأول والثاني أنه قد سأل الله بالاسم الأعظم مع خلوهما من ( الحي القيوم ) وكذلك الحديث الرابع أيضا يرد هذا القول .
.................................................. ...........
وطريقة الجمع بين الأحاديث : ان كل ما ورد من سؤال ودعاء في الحديث الأول والثاني والثالث هي اجتهادات من قائليها أي جميع ألفاظها غير مراده , بل المراد من هذه الألفاظ ما تقاطع ( أي كان مشترك ) فقط مع ألفاظ الحديث الرابع .
.................................................. ................
أما عن اسم الله الأعظم في سورة طه , فقياسا على اسم الله الأعظم في البقرة وآل عمران , من حيث أنه مركب من كلمة الإخلاص إضافة إلى اسم أو وصف من أسمائه وأوصافه الحسنى نعلم يقينا أنه في الأية رقم( 98) وهي قوله تعالى على لسان موسى عليه الصلاة و السلام ( إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شي علما )
الخلاصـــــة :
الإسم الأعظم في سورة ( البقرة )
لا إله إلا أنت , وحدك لا شريك لك
أو ... لا إله إلا أنت , الأحد
أو ... لا إله إلا أنت , الواحد
الإسم الأعظم في سورة ( آل عمران )
لا إله إلا أنت , الحي القيوم
الإسم الأعظم في سورة ( طــــــــه )
لا إله إلا أنت , وسعت كل شيء علما