عشاق القمم
إن جوهر العبقرية يكمن في الإستفادة من أبسط الأفكار" .. صنع الأب شركته وقام بتنميتها حتى غدت من كبرى الشركات .. وفي أحد الأيام نُقل إلى المستشفى مريضاً، وقال الأطباء إن حياته على وشك الانقضاء، فاستدعى أبناءه الثلاثة وطرح عليهم هذا التحدي قائلاً: "أحد ثلاثتكم سيصبح رئيساً لشركتي التي بنيتها عبر السنين، ولأقرر أيكم يستحق أن يصبح الرئيس، فسأعطي كل واحد منكم دولاراً واحداً، ولتذهبوا اليوم لتشتروا أي شيء يمكن شراؤه بهذا الدولار، ولكن عندما تعودون هنا إلى غرفتي بهذا المستشفى هذا المساء، فأياً كان ما اشتريتموه فيجب أن يملأ جنبات الغرفة" .. وذهب الأبناء والكل عاقد عزمه على الفوز بالتحدي .. وعندما رجعوا في المساء تقدم الإبن الأول فقال: "لقد ذهبت إلى مزرعة أحد أصدقائي، وأعطيته الدولار واشتريت مجموعتين من القش" وعندها المجموعتين وبدأ يلقي القش في الهواء ولدقيقة امتلأت الغرفة بالقش، ولكن بعد دقائق قليلة استقر كل القش على الأرضية ولم تملأ جنبات الغرفة .. فتقدم الإبن الثاني قائلاً: "لقد اشتريت وسادتين محشوتين بالريش" ثم احضرهما ونثر الريش في جنبات الغرفة، وبمرور الوقت استقر كل الريش على أرضية الغرفة التي كانت لا تزال غير مملوءة .. فتقدم الإبن الثالث فقال: "أخذت الدولار يا أبي، وذهبت إلى متجر مثل الذي تملكه منذ سنوات، وأعطيت صاحب المحل الدولار، وطلبت منه فكّة إلى فئات الأرباع والعشر سنتات، فقد أعطيت خمسين سنتاً من الدولار إلى منظمتين خيريتين في مدينتنا - أي ربع دولاراً لكل منظمة خيرية؛ وتبرعت بأربعين سنتاً آخرين لأسرتين فقيرتين - أي عشرون سنتاً لكل أسرة فقيرة، وبهذا لم يتبقى معي سوى قطعة بعشر سنتات، وبها اشتريت شيئين" .. فأخرج من جيبه علبة ثقاب وشمعة صغيرة، ثم أشعل الشمعة وأطفأ ضوء الغرفة .. فامتلأت الغرفة .. ليس بالقش ولا بالريش، ولكن بالنور .. ابتهج الأب وقال: "أحسنت يا بني .. ستصبح رئيساً لهذه الشركة لأنك تعرف درساً هاماً جداً في الحياة، تعرف كيف تجعل نورك يسطع .. وهذه هي الغاية والإنجاز".