كانت الكتابة —-في الأبجدية العربية— تكتب بلا تنقيط أو ترميز بالحركات الصوتية ونحوها، حتى حصل الفتح الإسلامي ودخل العرب في الدين الجديد مع غيرهم, فارتأى أبو الأسود الدؤلي -بعد مشورة الامام علي بن أبي طالب- أن يضع قواعد الكلام، ووضع الحركات كمعين لمعرفة أحوال الكلام العربي بين الرفع والنصب والخفض والجزم من جهة الإعراب، أو كانت الكلمات أسماء مبنية لازمة لحالها مع اختلاف العوامل.
ثم جاء زمن الحجاج بن يوسف فرأى أيضًا خبط العجم في القرآن -وكان متقنا للقرآن والعربية، فأمر العلماء بإحصاء آيات القرآن وحروفه ثم وضع التنقيط المعروف مع اختلاف بين تنقيط أهل المشرق وأهل المغرب وهو لا يكاد يذكر.
الحروف الساكنة
الترتيب
هناك نوعان من ترتيبِ الأحرف في الأبجدية العربية. بدأ استخدام "الترتيب الأبجدي " في كتابة الأرقام، وكان يُستقى هذا الترتيبُ من الأبجدية الفينيقية، ولذا فهو مشابهٌ للأبجديات الأخرى الصادرة عن الفينيقية، كالأبجدية العبرية مثلا. أما نظام "الترتيب الهجائي"، فهو الذي يتم استخدامه الآن في ترتيب قوائم الأسماء والكلمات أثناء فرزها، كما هو الحال في أدلة الهواتف وقوائم الفصول الدراسية والقواميس. يعتمد نظام "الترتيب الهجائي" على الجمع بين الأحرف المتشابهة شكليا.
الحروف الأساسية (الأولية)
تملك الأبجديةُ العربيةُ 28 حرفاً أساسيا. وهناك نماذج معدلةٌ من هذه الأحرفِ في اللغات غير العربية التي تَستخدم الأبجدية العربية، مثل الفارسية والعثمانية والأوردو والملايو. حتى أن بعض هذه اللغات لديها عددَ أحرفٍ أكبر من عدد أحرف اللغة العربية(انظر أدناه). لا يوجد في اللغة العربية تنسيقٌ علويٌ وسفليٌ للأحرف كما نجد في اللغة الإنجليزية مثلا.
تتشابه بعض الأحرف في الأبجدية العربية ببعضها، ولكن يُفَرَقُ بين هذه المتشابهاتِ عن طريق وضع النقاطٍ فوق الحرف أو تحته، وتُسَمَى عملية وضع النقاط هذه بعملية "الإعجام ".هذه النقاط جزءٌ لا يتجزأ من الحرف، لأنها تميز بين الحروف التي تُنطقُ بأصواتٍ مختلفة. على سبيل المثال، يتشابه الحرفان العربيان "الباء" (ب) و"التاء" (ت) من حيث الشكل، ولكن وضع نقطةٍ تحت الباء واثنتين فوق التاء يميزهما عن بعض.
تتم كتابة الأبجدية العربية بوصل معظم حروف الكلمة الواحدة بالحروف المجاورة لها في نفس الكلمة.و بخلاف الكتابة الموصولة في الأبجدية اللاتينية، يختلف شكل نفس الحرف في العربية إذا تم وصله في أول الكلمة بما يليه، أو في وسط الكلمة بما قبله وبعده، أو في آخر الكلمة بما قبله. ولذلك، فإن كل حرفٍ من الحروف الأبجدية يملك عدة أشكال عند الاتصال، ويُحَدَدُ هذا الشكلُ بناءً على موقع الحرف من الكلمة. فقد يأتي الحرف الواحد على شكلٍ من أربعة أشكال (شكلٍ في أول الكلمة (بدئي)، أو وسط الكلمة (وَسَطي)، أو في آخرها (ختمي)، أو منعزلا عن أي اتصال (معزول)).هناك ستةُ أحرفٍ في الأبجدية العربية لا تأتي إلا على شكلين فقط: الشكل المعزول، والشكل الختمي. ولذا تُحَدِدُ هذه الأحرُفُ الستةُ شكل الأحرف التي تليها، وتجبر تالياتها من الأحرف على أخذ شكلٍ من شكلين أيضا: إما الشكل البدئي، أو الشكل المعزول، فكأنما هناك انقطاعٌ في الكلمة الواحدة.
تبدو بعض الحروف بنفس الشكل تقريبا إذا تم استخدامها في أيِ المواقع الأربعة، في حين تُظهر أحرفٌ أخرى تنوعا كبيرا. هناك تشابهٌ بين الشكلين "البدئي" و"الوسطي" في أغلب الأحرف، ولكن يجب وصل بعض الحروف في الموقع الوسطي بخطٍ أفقيٍ قصير قبله مع الحرف السابق له.يتشابه الشكلان "الختمي" و"المعزول" أيضا في أغلب الأحرف، ويُسبقُ الشكل "الختمي" بخطٍ أفقي قبله ليوصله بحرفه السابق أيضا. تنتهي بعض الحروف على شكل لولبٍ أو خطٍ أطول في جهة اليسار، لإنهاء الكلمة بأناقةٍ زخرفيةٍ هادئة. بالإضافة إلى ذلك، تكتب بعض تركيبات الأحرف على شكل مُرَكبات (أشكالٍ خاصة)، بما في ذلك "اللام ألف": لا
يمكن كتابة كل هذه الأحرف والأشكال من خلال رموز اليونيكود(الترميز الموحد) في الحواسيب، للتوافق مع المعايير السابقة؛ ويمكن أيضا الاستدلال عليها من سياقها الوصلي، وذلك باستخدام الترميز نفسه.يبين الجدول التالي هذا الترميز الموحد، بالإضافة إلى الترميزات التوافقية للأشكال السياقية الطبيعية (يجب ألا يتم ترميز النصوص العربية اليوم إلا باستخدام هذا الترميز الموحد فقط، ولكن يجب أن يستدل التشكيلُ النهائيُ بالأنواع الوصلية لتحديد الصور الرمزية الصحيحة، سواءً كان ذلك مع الرتكيبات الحرفية أو بدونها).
الترجمة الصوتية المعروضة هنا هي باستخدام الترميز القياسي الشائع ، وبعض البدائل الشائعة أيضا. راجع مقالة كتابة العربية بالحروف اللاتينية للاطلاع على التفاصيل، ومختلف المشاريع الأخرى لكتابة الحروف صوتيا.
و فيما يتعلق بالنطق، تعطي القيمُ الصوتيةُ الظاهرةُ هنا النطق الأدبي العربي، وهو الذي يتم تدريسه في الجامعات. وقد يختلف النطق في الممارسة العملية بين الأنواع المختلفة من اللغة العربية. لمزيدٍ من التفاصيل بشأن نطق العربية، قم بالاطلاع على مقالة علم الأصوات العربية.
يمكن اعتبارُ الأسماءِ التي تُطلق على الحروف العربية تجريداتٍ لنسخٍ قديمةٍ من كلماتٍ ذات معنى في اللغات البروتوسامية.
هناك ستة أحرفٍ لا تتصل بالأحرف التالية، ولذلك فإن نماذجهم البدئية تطابق نماذجهم المعزولة، وشكلهم في وسط الكلمة (وسطي) يطابق شكلهم في آخرها (ختمي).هذه الأحرف هي (أ، د، ذ، ر، ز، و).
وللحديث بقية...........